سيفريكس
فرط ضغط الدم
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
فرط ضغط الدم | |
---|---|
تصنيف وموارد خارجية | |
مقياس ضغط الدم معضدي إلكتروني يظهر فيه فرط ضغط الدم الشرياني (يظهر ضغط الدم الانقباضي 158 mmHg وضغط الدم الانبساطي 99 mmHg وسرعة القلب 80 نبضة في الدقيقة).
|
|
|
|
ت.د.أ.-10 | [1]
، [2] ، [3] ، [4] ، [5] |
وراثة مندلية بشرية | 145500 |
ق.ب.الأمراض | 6330 |
مدلاين بلس | 000468 |
إي ميديسين | med/1106 |
ن.ف.م.ط. | [6] |
تعديل |
ويصنف فرط ضغط الدم إما فرط ضغط الدم الأولي (الأساسي) أو فرط ضغط الدم الثانوي. وتصنف نحو 90-95٪ من الحالات على أنها "فرط ضغط دم أساسي"، مما يعني ارتفاع ضغط الدم دون وجود حالة طبية واضحة مسببة له.[2] الحالات الأخرى سببها تاثير الكليتين أو شرايين القلب أو جهاز الغدد الصمّ والتي تسبب الحالات المتبقية من فرط الضغط والتي تشكل نسبة 5 – 10% من الحالات (فرط الضغط الثانوي).
في حالة عدم معالجة فرط ضغط الدم فإن المريض معرض لمضاعفات مثل مرض القلب التاجي ومرض القلب الضغطي.
فرط ضغط الدم من أهم عوامل الخطورة للسكتة الدماغية واحتشاء عضلة القلب (النوبات القلبية) وفشل القلب وأم الدم الشريانية (مثل أم الدم الأبهرية) ومرض الشرايين المحيطية، وهو أحد أسباب الإصابة بمرض الكلى المزمن. وحتى الارتفاع المعتدل في الضغط الشرياني يترافق بقصر العمر المتوقع. يمكن للتغييرات المجراة على الحمية الغذائية وعلى أسلوب الحياة أن تحسّن من القدرة على التحكم بضغط الدم وأن تنقص من مضاعفات المخاطر الصحية المرافقة له. ولكن كثيرا ما تبرز الضرورة للعلاج الدوائي لدى الأفراد الذين تكون التغييرات على أسلوب الحياة غير فعالة أو غير كافية لديهم.
محتويات
العلامات والأعراض
نادرا ما يرافق ارتفاع ضغط الدم أعراض أخرى، أما تحديد الإصابة به فعادة ما يكون من خلال الكشف الطبي، أو عندما يشكو المريض من مشاكل غير ذات صلة. هنالك نسبة من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يشكو من الصداع (خاصة في القذال وهو الجزء الخلفي من الرأس وفي الصباح)، وكذلك الدوار والدوخة والطنين وقد يصاحبه غواش في الرؤية أو نوبات الإغماء.[3] ومع ذلك، فإن هذه الأعراض قد تكون ذات صلة بالقلق بدلاً من ارتفاع ضغط الدم نفسه.[4]من خلال الفحص السريري، يمكن الاشتباه ارتفاع ضغط الدم على أساس وجود اعتلال الشبكية بفرط ضغط الدم الذي يكشف عنه بواسطة الفحص من قاع العين الموجود في الجزء الخلفي من العين باستخدام تنظير العين.[5] من الناحية التقليدية، تصنف شدة اعتلال الشبكية المصاحبة لارتفاع ضغط الدم من المستوى I-IV، رغم أن الأنواع غير الشديدة قد يكون من الصعب تمييزها عن بعضها البعض.[5] كما أن تنظير العين يمكن أن يوضح إلى أي مدى أن الشخص مصاب بارتفاع ضغط الدم.[3]
فرط ضغط الدم الثانوي
- مقالة مفصلة: فرط ضغط الدم الثانوي
أزمة فرط ضغط الدم
- مقالة مفصلة: فرط ضغط الدم الخبيث
تحدث أزمة فرط ضغط الدم أو فرط ضغط الدم الإسعافي، والتي كانت تدعى سابقًا فرط ضغط الدم الخبيث، عندما يكون هناك دليل على ضرر مباشر على واحد أو أكثر من أعضاء الجسم نتيجة لارتفاع شديد في ضغط الدم. وهذا الضرر قد يشمل الاعتلال الدماغي بارتفاع ضغط الدم، وهو ينجم عن تورم واختلال وظيفي في الدماغ، ويتصف بالصداع وتغير درجة الوعي (الارتباك أو الوسن). من العلامات الأخرى على ضرر الأعضاء المستهدفة وذمة حليمة العصب البصري ونزف ونضحة قعر العين. أما ألم الصدر فقد يدل على تضرر عضلة القلب (والذي يمكن أن يتطور إلى احتشاء عضلة القلب) أو في بعض الأحيان تسلخ الأبهر (تمزق في الجدار الداخلي للشريان الأبهر. يعتبر كل من ضيق النفس والسعال والبلغم، والمفرزات البلغمية المدماة من العلامات المميزة للوذمة الرئوية. هذه الحالة عبارة عن تورم أنسجة الرئة بسبب فشل البطين الأيسر (عدم قدرة البطين الأيسر من القلب على ضخ الدم بشكل كاف من الرئتين إلى الجهاز الشرياني).[8] وقد يحدث أيضاً تدهور سريع في وظائف الكلى (القصور الكلوي الحاد) وفقر الدم الانحلالي باعتلال الأوعية الدقيقة.[8] في هذه الحالات، يعد التخفيض السريع لضغط الدم ضروريًا جدًا لوقف استمرار تضرر الأعضاء.[8] في المقابل، لا يوجد أي دليل على أن ضغط الدم يحتاج إلى تخفيض سريع في حالات ارتفاعه الطارئة غير المترافقة بأدلة على ضرر أي عضو مستهدف، فلا يخلو تخفيض ضغط الدم السريع والمبالغ فيه من المخاطر.[6] يفضل استخدام الأدوية عن طريق الفم لخفض ضغط الدم تدريجيًا خلال فترة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة في حالات فرط ضغط الدم الطارئة.[8]
الحوامل
- مقالة مفصلة: ارتفاع ضغط الدم بسبب الحمل
مقدمات الارتعاج يمكن أن تتطور في بعض الأحيان إلى حالة تهدد الحياة تسمى تسمم الحمل، وهي حالة من حالات أزمة فرط ضغط الدم، ولها العديد من المضاعفات الخطيرة بما في ذلك فقدان البصر ووذمة دماغية ونوبة توترية رمعية واختلاج قصور كلوي ووذمة الرئة وتخثر منتثر داخل الأوعية (اضطراب في تخثر الدم).[6][10]
الرضع والأطفال
من الممكن أن يحدث فشل النمو ونوبات الصرع والتهيجية والخمول وصعوبة في التنفس [11] بسبب فرط ضغط الدم لدى حديثي الولادة وصغار الرضع.في الرضع والأطفال الأكبر سنا يمكن أن يؤدي فرط ضغط الدم لإحداث الصداع ونوبات التهيج غير المبررة والإعياء، وفشل النمو وزغللة العين والرعاف وشلل الوجه النصفي.[11][12]
الأسباب
فرط ضغط الدم الأولي
- مقالة مفصلة: فرط ضغط الدم الأساسي
فرط ضغط الدم الثانوي
- مقالة مفصلة: فرط ضغط الدم الثانوي
تشمل الأسباب الأخرى لفرط ضغط الدم الثانوي كلا من البدانة وانقطاع النفس الانسدادي النومي الحمل وتضيق الشريان الأبهر والإفراط في تناول عرقسوس وبعض الأدوية الموصوفة والأدوية العشبية والعقاقير غير المشروعة.[6][26]
الفسيولوجيا المرضية
- مقالة مفصلة: الفسيولوجيا المرضية لفرط ضغط الدم
في كثير من الأحيان يزداد ضغط النبض (الفرق بين ضغط الدم الانقباضي والانبساطي) لدى كبار السن المصابين بفرط ضغط الدم. ويمكن لهذا الوضع أن ينجم عن الضغط الانقباضي الذي يكون مرتفعاً بشكل غير طبيعي، في حين يكون الضغط الانبساطي طبيعياً أو منخفضاً. وتدعى هذه الحالة ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول.[34] ويفسر ارتفاع ضغط النبض لدى المسنين المصابين بفرط ضغط الدم أو بفرط ضغط الدم الانقباضي المعزول بازدياد تيبس الشرايين (وهو من مضاعفات تصلب الشرايين) والذي عادة ما يرافق التقدم بالعمر، والذي قد يتفاقم بسبب فرط ضغط الدم.[35]
وتم اقتراح آليات عديدة لتفسير ارتفاع المقاومة الحادثة في منظومة الشرايين في حالات فرط ضغط الدم. معظم الأدلة تشير إلى أحد هذين السببين أو كليهما:
- اضطرابات في طريقة تعامل الكليتين مع الملح والماء وخاصة الاضطرابات غير الطبيعية في نظام الرينين-أنجيوتنسين.[36]
- اضطرابات الجهاز العصبي الودي[37]
وقد حصل إنترلوكين 17 على الاهتمام لدوره في زيادة إنتاج عدة عوامل كيميائية مناعية أخرى يعتقد أن تشارك في ارتفاع ضغط الدم مثل عامل نخر الورم ألفا وإنترلوكين 1 وإنترلوكين 6 وإنترلوكين 8.[40]
التشخيص
الجهاز | الفحوصات |
---|---|
الجهاز البولي | تحليل البول المجهري والبيلة البورتينية ونيتروجين اليوريا في الدم والكرياتينين |
جهاز الغدد الصماء | مسويات الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم وهرمون منبه الدرقية في المصل |
التمثيل الغذائي | اختبار الغلوكوز الصومي وبروتين دهني مرتفع الكثافة وبروتين دهني منخفض الكثافة والكوليسترول الكلي وثلاثي الغليسريد |
أخرى | هيماتوكريت وتخطيط كهربية القلب وتصوير الصدر بالأشعة السينية |
المصدر: Harrison's principles of internal medicine[41] ومصادر أخرى[42][43][44][45][46] |
يتضمن التقييم الأولي لمرضى ارتفاع ضغط الدم السيرة المرضية الكاملة و الفحص البدني. مع توافر أجهزة مراقبة ضغط الدم المتجول على مدار الساعة وأجهزة قياس ضغط الدم المنزلية، فقد أدت أهمية تجنب وضع التشخيص غير الصحيح للمرضى الذين يعانون من فرط ضغط معطف المختبر إلى تغيير في البروتوكولات. في المملكة المتحدة، تتمثل أفضل الممارسات حالياً في متابعة مراقبة القراءة المرتفعة لضغط الدم في العيادة بالقياس المتجول. ويمكن أيضا متابعة المراقبة، ولكن بدرجة أقل مثالية، بواسطة أجهزة قياس الضغط المنزلية على مدى سبعة أيام.[48] أما حالات فرط ضغط الدم الكاذب عند المسنين أو متلازمة عدم انضغاط الشريان فقد تتطلب أيضا أخذها بالحسبان. يعتقد أن تحدث هذه الحالة بسبب تكلس الشرايين مما يؤدي إلى ارتفاع غير عادي في قراءات ضغط الدم من الذراع بينما ضغط الدم داخل الشرايين طبيعيي.[50] ارتفاع ضغط الدم الانتصابي حالة تحدث عندما يزيد ضغط الدم عند الوقوف.[51]
وبمجرد التأكد من تشخيص ارتفاع ضغط الدم، سيحاول الأطباء تحديد السبب المؤدي له استنادا إلى عوامل الخطورة والأعراض الأخرى إن وجدت. ارتفاع ضغط الدم الثانوي أكثر شيوعا بين الأطفال في فترة ما قبل المراهقة وتحدث معظم حالاته بسبب أمراض الكلى. ارتفاع ضغط الدم الأولي أو الأساسي أكثر شيوعا بين المراهقين وله عوامل خطورة متعددة، بما في ذلك السمنة ووجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم.[52] يمكن إجراء الفحوص المخبرية لتحديد الأسباب المحتملة لارتفاع ضغط الدم الثانوي، ولمعرفة ما إذا كان ارتفاع ضغط الدم قد ألحق أضرارا بالقلب والعينين والكليتين. كما يتم إجراء اختبارات إضافية للكشف عن السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم لأن هذه الحالات تعتبر من عوامل الخطورة المهيئة للإصابة بأمراض القلب، وربما كانت بحاجة إلى العلاج.[2]
يقاس معدل الكرياتينين في المصل لتقييم وجود مرض الكلى، والذي قد يكون سببا أو نتيجة لارتفاع ضغط الدم. يمكن لقياس معدل الكرياتينين في المصل أن يعطي فكرة عن معدل الترشيح الكبيبي. تدعو الإرشادات المعتمدة حديثا إلى استخدام المعادلات التنبؤية مثل معادلة تعديل النظام الغذائي في أمراض الكلى (MDRD) وذلك لتقدير معدل الترشيح الكبيبي. تقدير معدل الترشيح الكبيبي يمكن أن يوفر الأرقام الأساسية للأداء الوظيفي للكلية والتي يمكن استخدامها لمراقبة التأثيرات الجانبية لأدوية معينة من خافضات الضغط على وظائف الكلى. يمكن أيضا اختبار عينات البول للكشف عن البروتين والذي يستعمل أيضا مؤشراً ثانوياً على أمراض الكلى. يتم إجراء تخطيط كهربية القلب (EKG/ECG) بحثا عن دليل لإثبات أن القلب قد تأثر سلبيا بسبب ارتفاع ضغط الدم. ويمكن لهذا الاختبار أيضا أن يثبت تسمك عضلة القلب (تضخم البطين الأيسر) أو إذا كان القلب قد أصيب باضطرابات سابقة بسيطة كتعرضة لنوبة قلبية صامتة. يمكن أيضا إجراء تصوير الصدر بالأشعة السينية أو إجراء تخطيط صدى القلب للبحث عن دلائل على تضخم القلب أو الأضرار التي لحقت به.[6]
البالغون
التصنيف (JNC7)[53] | ضغط الدم الانقباضي | ضغط الدم الانبساطي | ||
---|---|---|---|---|
mmHg | kPa | mmHg | kPa | |
طبيعي | 90–119 | 12–15.9 | 60–79 | 8.0–10.5 |
طبيعي مرتفع[54] أو ما قبل فرط ضغط الدم | 120–139 | 16.0–18.5 | 80–89 | 10.7–11.9 |
فرط ضغط الدم - المستوى الأول | 140–159 | 18.7–21.2 | 90–99 | 12.0–13.2 |
فرط ضغط الدم - المستوى الثاني | ≥160 | ≥21.3 | ≥100 | ≥13.3 |
فرط ضغط الدم الانقباضي المعزول | ≥140 | ≥18.7 | <90 | <12.0 |
- اللجنة الوطنية المشتركة للوقاية (JNC7) تميز بين فرط ضغط الدم من المرحلة الأولى وارتفاع ضغط الدم المرحلة الثانية وفرط ضغط الدم الانقباضي المعزول. فرط ضغط الدم الانقباضي المعزول يشير إلى ارتفاع الضغط الانقباضي مع بقاء الضغط الانبساطي طبيعياً، وهو وشائع بين المسنين.[53]
- أما التوجيهات الصادرة عن الجمعية الأوروبية لارتفاع ضغط الدم والجمعية الأوروبية لأمراض القلب (ESH-ESC) لعام 2007[55] وجمعية ضغط الدم البريطانية في دورتها الرابعة (BHS IV) (2004) ,[56] فتحدد المرحلة الثالثة من فرط ضغط الدم للأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم الانقباضي الذي يتجاوز 179 ملم زئبق أو من الضغط الانبساطي الذي يتجاوز 109 ملم زئبق.
- ويصنف فرط ضغط الدم تحت اسم المقاوم في حال لم تتمكن الأدوية. من خفض ضغط الدم إلى المستويات الطبيعية.[53]
الأطفال
فرط ضغط الدم لدى حديثي الولادة نادر الحدوث ويصيب حوالي 0.2 إلى 3٪ من حديثي الولادة. لا يقاس ضغط الدم لدى الأطفال حديثي الولادة الأصحاء بصورة روتينية.[12] فرط الضغط أكثر شيوعا لدى الأطفال حديثي الولادة ذوي عوامل الخطورة المرتفعة. هناك مجموعة من العوامل مثل عمر الحمل والعمر الحقيقي خارج الرحم والوزن عند الولادة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار لتقرير ما إذا كان ضغط الدم طبيعياً لدى حديثي الولادة.[12]يشخص فرط ضغط الدم بالزيادة في ضغط الدم بعد عدة زيارات وهو يؤثر على 1٪ إلى 5٪ من الأطفال والمراهقين ويترافق مع مخاطر طويلة المدى لاعتلال الصحة.[57] يرتفع ضغط الدم مع تقدم العمر في الطفولة ويشخص فرط ضغط الدم بمتوسط ضغط الدم الانقباضي أو الانبساطي لثلاثة مناسبات أو أكثر لتساوي أو تتجاوز 95% من ضغط الدم المناسب لجنس وعمر وطول الطفل. يجب تأكيد ارتفاع ضغط الدم في زيارات متكررة قبل تشخيص إصابة الطفل بفرط ضغط الدم.[57] حالة ما قبل فرط ضغط الدم في الأطفال قد تعرف بأنها متوسط ضغط الدم الانقباضي أو ضغط الدم الانبساطي أعلى أو يساوي 90% ولكن أقل من 95%.[57] أما عند المراهقين فقد اقترح أن يشخص وتصنف فرط ضغط الدم وما قبل فرط ضغط الدم باستخدام نفس المعايير للبالغين.[57]
إن قيمة الفحص الروتيني لفرط ضغط الدم عند الأطفال فوق سن 3 سنوات موضع نقاش.[58][59] في عام 2004، أوصى البرنامج التعليم الوطني لضغط الدم العالي أن الأطفال الذين أعمارهم 3 سنوات فما فوق يجب قياس ضغط الدم مرة واحدة على الأقل في كل زيارة للرعاية الصحية.[57] كما أوصى كل من المعهد الوطني للقلب والرئة والدم والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصية مماثلة.[60] إلا أن الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة[61] تدعم وجهة نظر فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية بأن الأدلة غير كافية لتحديد توازن فوائد ومضار فحص ضغط الدم عند الأطفال والمراهقين الذين ليس لديهم أعراض.[62]
الوقاية
إن عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم دون أن يدركوا ذلك كبير،[63] وهناك حاجة لاتخاذ تدابير يستفيد منها الناس كافة للحد من تأثيرات ارتفاع ضغط الدم وتقليل الحاجة إلى العلاج بالأدوية الخافضة للضغط. ويوصى بتغيير نمط الحياة لخفض ضغط الدم قبل بدء العلاج بالأدوية. اقترحت إرشادات وتوجيهات جمعية ضغط الدم البريطانية الصادرة عام 2004[63] التغييرات التالية على نمط الحياة بما يتفق مع المبادئ التوجيهية التي حددها البرنامج التعليم الوطني الأمريكي لضغط الدم العالي في عام 2002[64] للوقاية الأولية من ارتفاع ضغط الدم هي كما يلي:- الحفاظ على وزن الجسم ضمن الحدود الطبيعية (على سبيل المثال، مؤشر كتلة الجسم 20-25 كجم/م²).
- الحد من كمية الصوديوم المتناول ضمن الغذاء إلى أقل من 100 ملي مول في اليوم (أقل من 6 غرام من كلوريد الصوديوم أو أقل من 2،4 غرام من الصوديوم في اليوم).
- الحرص على انتظام ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي السريع (لفترة تساوي أو تتجاوز 30 دقيقة في اليوم ولمعظم أيام الأسبوع).
- الحد من استهلاك الكحول وعدم تجاوز 3 وحدات في اليوم للرجال ووحدتين للنساء.
- اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضار (مثلاً، ما لا يقل عن خمس حصص في اليوم).
تدبير الحالة
تعديل نمط الحياة
هو النوع الأول من أنواع علاج ارتفاع ضغط الدم مطابق لتغيير نمط الحياة الوقائي الموصى به[65] وتشمل التغيرات الغذائية[66] والتمارين الرياضية وفقدان الوزن. أثبتت كافة هذه التغييرات قدرة واضحة على خفض ضغط الدم لدى الأفراد المصابين بفرط الضغط.[67] كما أن تأثيرها المتوقع قد يساوي أو يتجاوز تأثير دواء لوحده.[54] وإذا كان ضغط الدم مرتفعاً لدرجة كافية تستدعي الاستخدام الفوري للأدوية، فإن تغيير نمط الحياة يبقى مطلوبا ويوصى به.يعد إجراء تغيير على النظام الغذائي مثل نظام غذائي منخفض الصوديوم أمراً مفيداً. كان اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم طويل الأجل (أكثر من 4 أسابيع) فعالاً في تخفيض ضغط الدم لدى كل من المصابين بارتفاع ضغط الدم أو ذوي ضغط الدم الطبيعي.[68] كما أن اتباع الطرق الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم (نظام DASH)، وهو نظام غذائي غني بالمكسرات والحبوب الكاملة والأسماك والدواجن والفواكه والخضروات يسهم في خفض ضغط الدم. ومن الخصائصالرئيسية لهذا البرنامج الحد من تناول الصوديوم رغم من أن هذا النظام الغذائي غني بكل من البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والبروتين.[69]
هناك برامج مختلفة مصممة للمساهمة في الحد من التوتر النفسي مثل الارتجاع البيولوجي والتأمل التجاوزي قد يكون لها تأثير إضافي في الحد من ارتفاع ضغط الدم. رغم ذلك، فإن تقنيات أخرى مثل اليوغا والاسترخاء والتأمل لا يبدو أن فعالة في خفض ضغط الدم.[70] بينما التقنيات المثبتة الفعالية فالمعلومات عنها محدود فيم إذا كان التقليل المعتدل في ضغط الدم له فعالية في منع الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.[70]
ومن أنظمة التمارين المتبعة والتي قد يكون لها فعالية في خفض ضغط الدم[70]:
- التمرين متساوي القياس
- التمارين الرياضية
- تمارين القوة
- التنفس الموجه بالجهاز
الأدوية
- مقالة مفصلة: مقارنة بين التوجيهات العالمية لعلاج فرط ضغط الدم
وإن تم بدء العلاج بالأدوية، توصي اللجنة الوطنية المشتركة لفرط ضغط الدم المنبثقة عن المعهد الوطني للقلب والرئة والدم في مقررات اجتماعها السابع (JNC-7) [53] بأن يراقب الطبيب مدى الاستجابة للعلاج ويقيّم أي أعراض جانبية قد تنتج عن تناول الأدوية. إن خفض ضغط الدم بمعدل 5 ملم زئبق بإمكانه أن يخفض خطر السكتة الدماغية بنسبة 34% وخطر داء القلب الإقفاري بنسبة 21%. وبإمكان خفض ضغط الدم كذلك أن يخفض احتمال الإصابة بالخرف وقصور القلب والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.[74] يجب أن يكون الهدف من العلاج خفض ضغط الدم إلى أقل من 140/90 ملم زئبق لدى معظم الأشخاص،[71][75] وأقل من ذلك للمصابين بمرض السكّري أو داء الكلى.[71][76] ويوصي بعض المهنيين الطبّيين بالمحافظة على مستويات أقل من 120/80 ملم زئبق.[71][77] لا يوجد دليل على ضرورة تخفيض ضغط الدم أقل من هذه المستويات.[75] بسبب احتمال زيادة حصول الأعراض الجانبية.[78] وهنالك حاجة للمزيد من العلاج أو تغييره إن لم يتم الوصول إلى ضغط الدم المقصود خصوصاً في حالات العطالة العلاجية.[79]
لقد تغيرت الإرشادات حول خيارات الأدوية وأفضل الطرق لتحديد العلاج للمجموعات الثانوية المتنوعة مع مرور الزمن وهي تختلف من بلد لآخر. ولايتفق الخبراء على أفضل دواء.[80] تدعم مؤسسة كوكرين ومنظمة الصحة العالمية وإرشادات الولايات المتحدة استخدام جرعة خفيفة من إحدى مدرات البول من نوع ثيازيد علاجاً ابتدائياً مفضّلاً.[67][80][81][82] أما إرشادات المملكة المتحدة فتؤكد على محصرات قنوات الكالسيوم للأشخاص فوق الخامسة والخمسين من العمر أو اللذين يتحدرون من أصل أفريقي أو الكاريبي. هذه الإرشادات توصي بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين علاجاً ابتدائياً مفضلاً للأشخاص الأصغر عمراً.[83] ويعد معقولا في اليابان البدء بأي واحد من ستة أصناف من الأدوية التي تشمل: محصرات قنوات الكالسيوم ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وضادات مستقبلات أنجيوتنسين II ومدرات البول من نوع ثيازيد وحاصرات بيتا وحاصرات ألفا. أما في كندا وأوروبا، فكل هذه الأدوية ما عدا حاصرات ألفا فتعد خيارات أولية ممكنة.[54][80] بمقارنة خافضات ضغط الدم تستخدم خطاً أولياً لعلاج فرط ضغط الدم مع دواء غفل، فإن حاصرات بيتا لها فائدة أكبر في الحد من السكتة، ولكن لا فرق في أمراض القلب التاجية أو جميع الأسباب المؤدي للوفاة.[84] رغم ذلك، كانت ثلاثة أرباع حالات العلاج النشطة بحاصرات بيتا في التجارب العشوائية المحكومة المشمولة في الدراسة استخدمت أتينولول وليس أحد حاصرات بيتا الحديثة الموسعة للأوعية الدموية.[85]
استخدام أدوية متعددة
يحتاج الكثير من المرضى إلى أكثر من عقار للتمكن من السيطرة على ضغط الدم. توصي جمعية القلب الأمريكية البدء بثيازيد وأحد مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو ضادات مستقبلات أنجيوتنسين II أو محصرات قنوات الكالسيوم في المرضى الذين لديهم ضغط الدم الانقباضي أعلى من 160 ملم زئبق أو ضغط الدم الانبساطي أعلى من 100 ملم زئبق.[67] علاج مركب من أحد مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين مع أحد محصرات قنوات الكالسيوم أيضاً يمكن استخدامه.[67]من التركيبات غير المقبولة:[86]
- محصرات قنوات الكالسيوم غير ديهيدروبيريدينية (مثل فيراباميل أو ديلتيازيم) مع حاصرات بيتا
- استخدام مزدوج لأدوية نظام رينين أنجيوتنسين (على سبيل المثال أحد مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين مع أحد ضادات مستقبلات أنجيوتنسين II)
- أدوية نظام رينين أنجيوتنسين مع حاصرات بيتا
- حاصرات بيتا مع مخفضات الضغط ذات التأثير المركزي (مثل كلونيدين ومثيلدوبا وموكسونيدين)
تتوفر حالياً أقراص تحتوي على تركيبات ثابتة من صنفين من الأدوية. وبالرغم من السهولة التي توفرها هذه الأقراص، إلا أنه يستحسن حفظها للأشخاص الذين يعالجون باستعمال المركبات الفردية لهذه الأقراص.[87]
كبار السن
إن معالجة ارتفاع ضغط الدم المعتدل إلى الشديد عند الأشخاص البالغين 60 سنة من العمر أو أكثر تقلل نسب الوفيات وتفاقم أمراض القلب والشرايين.[88] أما عند الذين تزيد أعمارهم عن الثمانين، فيبدو أن العلاج لا يخفض معدلات الوفيات الإجمالية بدرجة كبيرة، ولكنه يقلل من إمكانية حدوث أمراض القلب.[88] الهدف الموصى به لضغط الدم هو أقل من 150/90 ملم زئبق الخط الأول المفضل للعلاج في أمريكا هو مدر البول من نوع ثيازيد أو محصر قنوات الكالسيوم أو مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو ضاد مستقبلات أنجيوتنسين II. محصرات قنوات الكالسيوم هي العلاج المفضل في الإرشادات المعدَلة في المملكة المتحدة والقراءات المستهدفة للوصول إليها هي أقل من 150/90 ملم زئبق في المستشفى أو أقل من 145/85 ملم زئبق عند مراقبة ضغط الدم المتنقل أو المنزلي.[83]فرط ضغط الدم المُقاوِم
ويعرف فرط ضغط الدم المقاوم بأنه فرط ضغط الدم الذي لا يزال مستوى ضغط الدم فيع أعلى من المستوى المستهدف على الرغم من استخدام ثلاثة خافظات للضغط تنتمي إلى مجموعات دوائية مختلفة في آن واحد. وقد نشرت توجيهات علاجية لعلاج فرط ضغط الدم المقاوم في المملكة المتحدة[89] والولايات المتحدة.[90] وقد افترض أن نسبة فرط ضغط الدم المقاوم قد تكون نتيجة النشاط المزمن المرتفع في الجهاز العصبي الذاتي؛ ويعرف هذا النوع بأنه "فرط ضغط الدم عصبي المنشأ".[91] أحد الأسباب المهمة لفرط ضغط الدم المقاوم هو الالتزام منخفض بالعلاج.[92]المسار المحتمل لفرط ضغط الدم
- مقالة مفصلة: مضاعفات فرط ضغط الدم
انتشار المرض
في عام 2000، هنالك حوالي مليار شخص، أي مايقارب 26% من البشر البالغين، يعانون من فرط ضغط الدم.[97] وهو شائع في كل من في الدول المتقدمة (333 مليون) والدول غير المتقدمة (639 مليون).[97] ولكن المعدلات تتباين بشكل ملحوظ في المناطق المختلفة، حيث تنخفض إلى حد 3.4% بين الرجال و6.8% بين النساء في المناطق الريفية من الهند وترتفع إلى حد 68.9% بين الرجال و72.5% بين النساء في بولندا.[98] في عام 2013، كان 30-45% من سكان أوروبا البالغين مصابين بفرط ضغط الدم.[54]في عام 1995، قدّر عدد الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم أو الذين يتعاطون الأدوية لمكافحته بحوالي 43 مليون نسمة. ويمثل هذا العدد مايقارب 24% من السكان البالغين في الولايات المتحدة.[99] ازدادت معدلات الإصابة بفرط ضغط الدم في الولايات المتحدة في وبلغت 29% في عام 2004.[100][101] في عام 2006 ، بلغ مجموع حالات فرط ضغط الدم 76 مليون شخص بالغ (34% من مجوع السكان) في الولايات المتحدة، ويعاني الأمريكيون الأفارقة البالغون من واحد من أعلى معدلات الإصابة بفرط ضغط الدم في العالم وهو 44%.[102] المرض أكثر شيوعاً بين الأفارقة الأمريكيين والفلبينيين وسكان أمريكا الأصليين وأقل شيوعاً بين البيض و الأمريكيين من أصل مكسيكي. وترتفع المعدلات مع العمر، وتبلغ ذروتها في الجنوب الشرقي للولايات المتحدة.[2][103] فرط ضغط الدم أكثر شيوعاً عند الرجال بالمقارنة مع النساء (علماً بأن سن اليأس يخفض من هذا الفرق)، وأكثر شيوعاً عند الذين ينتمون إلى حالة اجتماعية واقتصادية منخفضة.[2]
انتشاره عند الأطفال
إن معدلات فرط ضغط الدم عند الأطفال والمراهقين آخذة بالازدياد.[104] تعد معظم حالات ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال، وخاصة قبيل سن المراهقة، ثانوية وتحدث نتيجة لإضطراب أساسي. فيما عدا السمنة، تعد أمراض الكلى السبب الأكثر شيوعاً (بنسبة 60-70%) لإصابة الأطفال بفرط ضغط الدم الثانوي. بينما يشكل فرط ضغط الدم الأساسي أغلب الحالات الأخرى.[105]تاريخ المرض
- مقالة مفصلة: تاريخ مرض فرط ضغط الدم
كان علاج ما يسمى "بمرض النبض الصلب" في الماضي يتضمن خفض كمية الدم بواسطة الفصد (إسالة الدم.) أو استخدام العلق.[106] وقد أيد الإمبراطور الأصفر (إمبراطور الصين) وآولوس كورنيليوس سلزوس وجالينوس وأبقراط إلى إسالة الدم.[106]
في القرنين التاسع عشر والعشرين، قبل أن يصبح العلاج الدوائي الفعال لفرط ضغط الدم ممكنًا، استخدمت ثلاث طرق للعلاج وكان لها أعراض جانبية كثيرة جداً. تضمنت هذه الطرق:
- منع الصوديوم تماماً (على سبيل المثال نظام الأرز الغذائي [106])
- قطع الودي (الاستئصال الجراحي لأجزاء من الجهاز العصبي الودي)
- العلاج المولد للحمى (حقن مواد تسبب ارتفاع درجة الحرارة، وخفض ضغط الدم بطريق غير مباشر).[106][110]
0 التعليقات:
إرسال تعليق